إياك أن تحكم على الشيء بالعادة لا بالعلم

أخرج البخاري رحمه الله (1/ 157) عن عكرمة قال: صليت خلف شيخ بمكة، «فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة»، فقلت لابن عباس: إنه أحمق، فقال: ثكلتك أمك «سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم». وتفسيره أن عكرمة اعتاد على وجود أئمة لا يكبرون للانتقال، فلما رأى من يصنع ذلك، أنكره، فعلمه ابن عباس رضي الله عنهما أن ذلك هو السنة، لا ما اعتاده!

وهذا كقول ابن مسعود رضي الله عنه: ” كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غيرت قالوا: غيرت السنة “. قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: «إذا كثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة». رواه الدارمي (1/ 278) وصححه الألباني.

فتسلح بسلاح العلم، والحديث، وإلا ستقع في الباطل،
كما قال الحسن بن ثواب قال لي أحمد بن حنبل: ما أعلمُ الناسَ في زمانٍ أحوج منهم إلى طلبِ الحديث من هذا الزمان، قلتُ: ولم؟ قال: ظَهرت بدع، فمن لم يكن عنده حديث وَقع فيها.
مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص. 251).

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.