من أعظم أساليب أهل الباطل هو تزيين مذاهبهم الباطلة بتقديمها بوجه يقبله الناس؛
كما قال تعالى {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}
يقول العلامة عبد اللطيف ابن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله:
كل مبتدع وضال من سائر الطوائف على اختلاف نحلهم وتباين مذاهبهم يصنفون الكتب في نصر أقوالهم ونحلهم، فالرافضة والجهمية والخوارج وعباد القبور ومن يقول إن الأولياء يتصرفون في العالم، والقائلون بأن الله ثالث ثلاثة وأمثالهم من المبتدعة والمشركين والمعطلة يصنفون الكتب في نصر مذاهبهم، ويسمونها بأسماء مستحسنة تمويهًا على الجهال، وفيها الداء الدفين، والكفر الواضح المستبين؛ فالنصارى سموا ما أحدثوه في هذه الأعصار من التبديل والتغيير: “العهد الجديد” وسموا: “الأمانة الكبرى”، وسمى بعض من صنف في الفلسفة ومخالفة كتابه: “رسائل إخوان الصفا”، وسموا ما صنف في عبادة النجوم بـ “السر المكتوم”، وبعضُ غلاةِ القبوريين يسمي ما صنف في إسناد تدبير العالم إلى الأولياء بـ ” كرامات أولياء الله”، وسمى ابنُ عربي كتابَه في الاتحاد: “الفتوحات المكية” وآخر سماه بـ “الفصوص”، وصنف أبو حامد الغزالي كتابه المعروف وسماه: “إحياء علوم الدين”، وقد أمات به من أصول الدين ودَعائمَه ما يعرفه من عَرَفَه، وصنَّف محمد بن زكريا -المتطبِّب- كتابَه في الطعن على الأنبياء، وردَ عليه أبو حاتم الرازي المتكلم. وهذا التلبيس لا يروج على من عرف الحقائق.”[1] ا. ه.
والكلام في هذه المسألة يطول، وقد تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع، وابن القيم في الصواعق.
ولهذا، عليك أن تكون كيسا فطنا واعيا، أن تنظر فيمن تكلم بقال الله وقال الرسول ﷺ، ودعّم ذلك بفهم الصحابة وهديهم!
وكان له في كل ذلك إمام هدىً، كما قال الإمام أحمد: “إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.” [2]
[1] مصباح الظلام في الرد على من كذب الشيخ الإمام ونسبه إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام (1/ 64).
[2] سير أعلام النبلاء ط الرسالة (11/ 296).