التعليق على ثلاثة الأصول (الحلقة الأولى)

الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أحد أئمة السنة، الذين نذروا حياتهم لإصلاح عقيدة المسلمين، وتصفيتها من الانحرافات الشركية من الغلو في قبور الأنبياء والصالحين، وغير ذلك.

وقد كتب الشيخ رحمه الله رسائل ومؤلفات، اتصفت بالوضوح في العبارة، والصحة في الدليل والمدلول؛ فكان يورد كلامه الواضح الصريح السهل مدعوما بنصوص الكتاب والسنة.

وأحد هذه الرسائل المباركة التي كُتب لها القبول، واستحسنها أهل العلم: هي ما عُرف بالأصول الثلاثة، فكان عوام الناس -فضلا عن طلاب العلم والمتخصصين من العلماء- يحفظونها عن ظهر قلب. وقد قيل هي جمعٌ من رسائل الشيخ المختصرة، جُمعت في مؤلف واحد، وأطلق عليها ثلاثة الأصول.

في أول الرسالة، ذكر الشيخ رحمه الله أربعة أشياء مما يجب تعلمه على كل مسلم ومسلمة: العلم، ثم عرَّفه، ليميز العلم الصحيح من الجهل، فذكر أنه “معرفة الله ومعرفة رسوله ﷺ ومعرفة دين الإسلام“؛ فهذا في بيان نوع العلم، ثم ذكر صفته وإن شئت فقل شرطه، فقال: “بالأدلة“، ليبين للقارئ أن المعرفة العارية عن الأدلة الصحيحة هي دعاوى، والدعاوى إن لم تُقيموا عليها بينات فأبناؤها أدعياء. ويستفاد من اشتراطه معرفة ذلك بالأدلة: معرفة منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فهو لا يبني كلماته ورسائله ومؤلفاته إلا على الأدلة الصحيحة؛ والأدلة هي نصوص الوحيين، وإجماع السلف. وهذا يرد دعاوى المناوئين لدعوته بأنه اخترع مذهبا جديدا، وأنه بنى ديانته على بدع التكفير والتنقص للأنبياء والصالحين، ونحو ذلك مما هو مبسوط في موضعه.

لمشاهدة الحلقة الأولى من التعليق على رسالة ثلاثة الأصول للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.https://youtu.be/obB_FI1JKb8