جعلتُ التعليق بين معقوفتين هكذا [ .. ].
قال رحمه الله:”فصل من شمائله وأفعاله:وكان النبي ﷺ فيما ثبت عنه يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع”.وكان ﷺ يحب الحلواء والعسل واللحم، ولا سيما الذراع. [ فيه أن محبة الطعام وأخذ ما تشتهيه النفس أحيانا لا بأس به ما لم يكن إسرافا وتكلفا ]
وكان يأتي النساء، ويأكل اللحم، ويصوم، ويفطر، وينام، ويتطيب إذا أحرم وإذا حل، وإذا أتى الجمعة، وغير ذلك، ويقبل الهدية، ويثيب عليها ويأمر بها، ويجيب دعوة من دعاه، ويأكل ما وجد، ويلبس ما وجد من غير تكلف لقصد ذا ولا ذا، [ فيه أن التنزه عن الحلال ليس من هديه، وأن هديه في اللباس ألا يمتاز عن الناس بلباس يخصه ويميزه كمن جعل للعالم زي خاص بهم وطريقة مختلفة عن الناس ]
ويأكل القثاء بالرطب، والبطيخ بالرطب، [ من السفه والحماقة الازدراء بمن يأكل الطيب من المطعومات، يزعم أن ذلك ليس من هدي العلماء المقتدى بهم! ]
وإذا ركب أردف بين يديه الصغير أو يردف وراءه عبده أو من اتفق،
ويلبس الصوف ويلبس البرود الحبرة، وكانت أحب اللباس إليه، وهي برود يمنية فيها حمرة وبياض،[ فيه أن من هديه التجمل في اللباس ما لم يكن حراما، فمن الجهل من زعم أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ترك التجمل في اللباس مطلقا ]
ويتختم في يمينه بخاتم فضة نقشه “محمد رسول الله” وربما تختم في يساره.[ في التختم بحث كثير، لبسه مشروع إذا كان لحاجة كالأمراء أو للتزين به بشرط أن يكون التزين به عرفاً في البلد ]
وكان يواصل في صومه، ويبقى أياما لا يأكل، وينهى عن الوصال، ويقول: “إني لست مثلكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني”. وكان يعصب على بطنه الحجر من الجوع،[ترك الأكل على وجه التعبد لا يُشرع]
وقد أتى بمفاتيح خزائن الأرض كلها، فأبى أن يقبلها، واختار الآخرة عليها،
وكان كثير التبسم، يحب الروائح الطيبة[ فيه العناية بحسن المظهر والتنظف والتطيب ]
وكان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه.[ فيه أن من يعظم القرآن يجب أن يحب فيه ويغضب لأجله ]
وكان لا يكتب ولا يقرأ ولا معلم له من البشر، نشأ في بلاد جاهلية، وعبادة وثن، ليسوا بأصحاب علم ولا كتب، فآتاه الله من العلم ما لم يؤت أحدا من العالمين،[ فيه أن أعظم العلوم وأشرفها إطلاقا هو ما تزكو به النفس، وهو العلم الشرعي، أما غيرها من العلوم فأحسنها ما اتخذ وسيلة لتحقيق العبودية لله ]
قال الله في حقه: {وما ينطق عن الهوى}.[ فيه أن السنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن، ومصدر أساسي من الشريعة ]
وكل هذه الأطراف من الأحاديث فصحاح مشهورة:وقال ﷺ: “حبب إلي النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة”.وقال أنس: طاف النبي ﷺ على نسائه في ضحوة بغسل واحد.[ فيه أن محبة النساء ليست محرمة، بل هي من الفحولة، ولكن في ما أحله الله لا ما حرمه ]
وكان يحب من النساء عائشة -رضي الله عنها- ومن الرجال أباها أبا بكر -رضي الله عنه- وزيد بن حارثة، وابنه أسامة، ويقول: “آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار”.ويحب الحسن والحسين سبطيه، ويقول: “هما ريحانتاي من الدنيا”.[ فيه مشروعية محبة الزوجة والصديق والأبناء، وأنصار الحق ]
ويحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه.[ فيه فضل الصحابة على من بعدهم، ويكفي في ذلك أن لولا الله ثم هم ما بلغنا شيء من الإسلام، لا القرآن ولا السنة ]
ويحب التيمن في ترجله وتنعله، وفي شأنه كله.وكان يقول: “إني أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي”.وقال: “لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا”.وقال: “شيبتني هود وأخواتها”.وكل هذا في الصحاح.”
انتهى من سير أعلام النبلاء ط الرسالة (سيرة 2/ 404)، وما بين المعقوفتين تعليق مني.