راسلني أحدهم على الخاص!
زعم أننا نظلم سيد قطب حينما ننسب إليه سب الصحابة!!
وزعم أنه ليس متعصبا له ولا لكتاباته!!
فكان من جوابي وأريد فيه هاهنا:
لقد شهدت العشرات ممن لا يرى نفسه متعصبا للإخوان ولا لحسن البنا ولا لسيد قطب، وهو واقع في صميم مذهبهم وهو لا يشعر، ولا أعلم متعصباً يشهد على نفسه بالتعصب!
فمن جاء من كتب سيد قطب المنشورة بإشراف أخيه محمد قطب وذويهم بالكلام الذي فيه طعن صريح بالصحابة فلم يظلم سيد قطب! الظلم أن نفتري عليه، فأين هذا؟!
أما أن يقال هي كتبه لكنه تراجع عنها، فأصل هذا ثلاثة أشياء وربما أكثر:
الأول: أنه حذف بعض العبارات أخذها عليه أحمد شاكر رحمه الله في رده عليه. وحتى لو حذف بعض ذلك فإن سيدا أبقى الكتاب واعتز به، وهو من أواخر ما طبع عنه، وفيه من الطعونات الأخرى في الصحابة ما لا يمكن جحده، كقوله في حق الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه: ” .. ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي امتدادا طبيعيا لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما.” كما في الطبعة الخامسة من العدالة الاجتماعية. ثم يزيد ضغثا على إبالة، فيشرح ذلك شرحاً مستشهدا بجهله بمرويات التاريخ، وما تمليه عليه الأمراض والأهواء السياسية التي وافقت ما عند الناس- ليؤكد تنقصه من عثمان رضي الله عنه بل لسائر الصحابة رضي الله عنهم.
الثاني: أنه زعم بعضهم أنه تراجع عن كتاباته هذه، وأنه كان في طوره الأول، بدلالة كلام له في بداية كتابه العدالة. والجواب أن هذا كلام عام، ليس فيه تراجعه عن الطعونات التي في الكتاب نفسه، فضلا عن غيرها من الكتب. لا بد من البيان على تراجع خاص عن تلك الطعونات.
ثالثا: لأخيه محمد قطب ادعاء أن سيد تراجع عن كتبه القديمة ومنها العدالة الاجتماعية، ولا نعلم ما يشهد لذلك، بل الشواهد تدل على العكس، فمحمد قطب وذويه يطبعون الكتاب على عواهنه، ولا يحذرون مما فيه، بل محمد قطب يناقش رسالةً لصلاح الخالدي القطبي المخلص لقطب، وفيها إثبات كتاب العدالة والإشادة به. بل عامة الإخوان المسلمون يعظمون كتاب العدالة وما فيه، ويشيدون به.
والشواهد كثيرة، تدل على طعونات سيد في الصحابة رضي الله عنهم، لا تقتصر على عثمان رضي الله عنه ولا معاوية رضي الله عنه، فضلا عن الانحرافات العقدية والمنهجية والسياسية والسلوكية عنده!
ثم يأتي بارد القلب والعقيدة، يرى أنه غير متعصب، وأنه بلغ غاية الإنصاف والورع، ويرى للذب عن سيد قطب عملاً صالحاً يرجو ثوابه عند الله يوم لقاه، ويرد على من يبدي للناس -ناصحا- ضلالات أكثر الكتب الإخوانية ذيوعاً وانتشارا، كتب سيد قطب!!
والله لو تكلم أحد المجاهيل في أبيه أو أمه أو محبوبه لقام وقعد، وأرعد وأزبد، ولجعلها قضية عامة يجب معرفتها على المسلمين معرفة عينية، لينصروه وأهله! لكنه فيمن حبهم إيمان -الصحابة رضوان الله عليهم- بارد القلب، فاقد الغيرة، وكاذب الورع!
ومهما يكن من أمر، فمصلحة التحذير من كتابات سيد قطب التي تضمنت الكثير الكثير من الضلالات -غير سب الصحابة تفوق بكثير ما يحاولون الغض عنه-! فمن أتى من كتابات سيد قطب وفيها أخطاء فلم يظلمه!
هدانا الله وجميع المسلمين لما يحب ويرضى.