يحومون حول التكفير بل يصرحون به، ويعشقون إثارة الفتن وتهييج الناس ومنازعة ولاة الأمور! بينا هم آمنون في بيوتهم؛ بعضهم في ربوع الدول الكافرة الأوربية، يتمتعون هم وأزواجهم وأبناؤهم بأهنأِ عيش كريم، ويستحل أخذ المعونات من الحكومات الكافرة، ويحرمها ممن يشهد ألا إله إلا الله! ضحية فتاواهم الجائرة وأطروحاتهم الخارجية: هم الملايين من هؤلاء المساكين الضائعين المبعثرين والمفرقين في دول العالم تحت لواء اللجوء السياسي والإنساني!
والله ليتقطع القلب حزنا وأسفا على ما حل بأبناء المسلمين من ضحايا الانقلابات والمظاهرات والاقتتال! انظر نتائج هذه الثورات في مخيمات اللاجئين! انظر في شوارع المدن تكتظ بالسائلين، والعاطلين عن العمل، ومن يبيع أغلى ما يملك لأجل لقمة العيش! تأمل هذه الوجوه المكسوفة الأسيفة التي بلغت الملايين! واغوثاه!
ثم يقال لنا من أناس نحسبهم على سنة النبي صلى اللهُ عليه وسلم: أنتم عندكم حساسية من قضية ولاة الأمور! أو أنتم لا هم لكم إلا إرضاء ولاة الأمور! أف لكم! أفلا تنظرون إلى ما جنته أيديكم من الشرور على المسلمين! ألا تنظرون في دمعة اليتيم وتضور الجائع المسكين وأنين فاقد البيت والمأوى؟! ألا رحمة في قلوبكم؟! أفلا تعقلون؟! ثم تريدون منا السكوت والبرود في هذه القضايا؟! لا والله لا نسكت حتى نقض مضاجعكم وندرأ في نحوركم بعون الله تعالى!! وحسبنا أن نموت على هذا فنعذر {قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون}.