من أعظم المشاكل اليوم التي تواجه المتدين الصادق الباحث عن الحقيقة عبر وسائل التواصل: كثرة الشبه، وانتشارها وفشوها ووصولها إلى أشد البيوت إحكاما وإغلاقا لأبوابها!! وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفتن تقبل علينا كقطع الليل المظلم وقال أيضا «هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم، كمواقع القطر» متفق عليه. يعني حتى لو “منخش” (يعني مختبئ في اللهجة الكويتية) في بيتك يجب أن تخاف، وأن تتحصن بالصبر والصلاة، وتحكم إغلاق أبواب الشر مثل إحكامك لأبواب المنزل بل أشد!
غابة.
يقول صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به» متفق عليه.
ومن هذه الفتن العائمة الكثيرة، الشبه التي يلقيها المتصدرون للكلام في الدين وأحكامه بالإبطال تارة، وبالتحريف تارات. منها قواعد استجلبوها (ولو قلت باللهجة الكويتية استشلبوها لكان المعنى صحيحاً افهمها عاد!) من فلاسفة اليونان، وآمنوا بها، وسلطوها على الدين، فأحدثوا ما أحدثوا في باب الإيمان بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله ما أحدثوا من الكفر والضلال؛ فإما تعطيل كصنيع الجهمية، وإما ذلك أو التأويل كصنيع الأشعرية والماتوريدية! وهاتان الفرقتان -الأشعرية والماتوريدية- جروا على الأمة الإسلامية من إضلال الخلق الغفير ما الله به عليم! وغالباً ما يقترن انحراف هؤلاء في باب الإيمان بالله وأسمائه وصفاته بالانحراف في ألوهيته وتوحيده، فتجدهم صوفية قبورية غلاة في تعظيم الشيوخ وقبورهم وكراماتهم وآثارهم حتى بعد الموت! وأسباب ذلك مبسوطة في مواضع من كلام ابن تيمية رحمه الله. وأيضا يقترن انحرافهم بالتعصب المذهبي الجلد.
والحل؟ وكيف العصمة من الوقوع في هذا؟
قال تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}
اعتصام بالكتاب والسنة: ديانةً،
واعتصام بجماعة المسلمين وإمامهم وعدم التفرق عنهم: جماعةً.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في موعظته البليغة: فمن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور..
فعلينا أن نشد في تمسكنا بسنته، ونراها من خلال طريق الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين، وأن نشد في ترك محدثات الأمور.. متى هذا؟ في كل زمن خاصةً عند تغيره والاختلاف الكثير والفتن وحينما تمرج العهود وتضيع الأمانات!
فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن الشديدة ثم أوصى بأن: (إلزم بيتك وأملك لسانك وابك على خطيئتك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة) رواه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنه وعن جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيضا لا تستشرف للفتن وتبدي صدرك على أنك عنترة، اخفت واختفي والله يحب العبد التقي الغني الخفي. كما قال صلى الله عليه وسلم.