مذهب الصابوني صاحب “صفوة التفاسير”

لمن سأل عن محمد علي الصابوني صاحب كتاب “صفوة التفاسير” وكتاب “مختصر تفسير ابن كثير”

قلت في تغريدة سابقة ملخصا الكلام على الصابوني ما يلي:

” من هو الصابوني صاحب كتاب “صفوة التفاسير” و”مختصر تفسير ابن كثير” وغيرها؟

هو: محمد علي الصابوني

سوري الأصل، توفي مارس 2021.

صوفي.

أشعري العقيدة.

متعصب للمذهب الحنفي.

ضعيف في تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة.

لا يجوز الاعتماد عليه في كتبه.” ا ﻫ التغريدة.

ومن أراد التوسع في معرفة سيرته الذاتية من حيث الولادة والمنشأ والأعمال العلمية وغير ذلك، فليس هذا غرضنا هاهنا، وله أن يرجع إلى ويكيبيديا إن شاء؛ إنما غرضنا هاهنا إثبات ما يدل على انحرافه عن السنة.

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة ابن باز: 1 (12/ 129) رقم (12126):

هل كتاب “صفوة التفاسير” تأليف الشيخ محمد علي الصابوني، يعتبر مرجعا مهما في تفسير القران الكريم أم لا؟

فأجابت:

“لا يصلح مرجعا؛ لما فيه من المآخذ التي بينها من نقده من العلماء.”

وممن تكلم في الصابوني الإمام الألباني رحمه الله، قال:

“الصابوني؛ فأمره أوضح؛ فإنه أشعري خَلَفِيّ مُر!” سلسلة الأحاديث الضعيفة (12/ 348)

وفي السلسلة الصحيحة (6/ 739) قال: “وأما الشيخ الصابوني، فغالب الظن أنه لم يورد الحديث لأنه لم يرق له لفظه، فإنه من الأشاعرة أو الماتريديين المؤولين، وليس لأنه عرف أنه لا أصل له بلفظ أصله!”

وقال في الصحيحة (7/ 471): “وفيهم بعض المبتدعة المعروفين بمعاداتهم لأهل السنة، وسُوِّد في الرد عليهم رسائل عدة، كالشيخ الصابوني.”

وقال في مقدمة المجلد الرابع من سلسلة الأحاديث الصحيحة (مقدمة المجلد 4، ص.7):

“كتاب “مختصر تفسير ابن كثير” اختصار وتحقيق محمد علي الصابوني، فيه العجب العجاب من السرقة باسم الاختصار والتحقيق، وليس فيه من التحقيق شيء، فإن الرجل ابتاع أسلوبا جديداً في ادعاء العلم وما ليس له منه.”

وقال عنه: “وهو في ذلك قد سبق كل من كتب في هذا العلم الشريف جهلا وتضليلاً ودعوى فارغة.”

وقال: “..يزيد عليه بإعجابه بنفسه وغروره بأنه أستاذ التفسير بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة كما يصف نفسه به في كتبه، وبأنه يضمر لأهل الحديث والعاملين به الذين يُسمَّوْن في بعض البلاد بـ (السلفيين) أشد البغض، ويحقد عليهم أسوأ الحقد، يدلك على ذلك ما سود به كتيبه الذي سماه بغير حق أيضاً “الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح”، فإنه ما ألفه إلا للرد على السلفيين الذين أحيوا -فيما أحيوا- سنة النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة، وليته كان رداً علمياً، إذن لقلنا: له رأيه واجتهاده -إن كان له رأي واجتهاد! – ولكنه جعله -والله أعلم- ذريعة لينال منهم، ويشفي بذلك غيظ نفسه، ويروي غليل صدره بسبهم وشتمهم والافتراء عليهم، فهو يلقبهم بـ “المتسلفين” (ص 35) ويكرر ذلك في غير ما موضع (ص 77 و138) وبـ “الجاهلين” (ص 75) وبـ “سوء الفهم وغباء الذهن” (ص 80) وبـ “الأدعياء المتطاولين على العلماء”، وبـ “تضليل السلف الصالح” (ص 89) ويكرر هذا في غير ما مكان واحد، وبـ “أدعياء العلم” (ص 130) ! إلى غير ذلك من الألفاظ التي تنبئ العاقل على ما انطوت عليه نفس هذا الرجل من الغل والحسد وسوء الظن بالمسلمين. فالله سبحانه وتعالى حسيبه، وليس من همي أن أرد عليه في كلماته هذه، فإن الأمر كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا} ولكني أريد أن أبين للناس أنه هو الدعي للعلم لكي لا يغتروا به وبكتاباته التي تطفح بالجهل المركب كما رأيت فيما تقدم صنيعه في “مختصره”.

وقال:

“ولهذا الرجل أخطاء كثيرة، وأكاذيب أخرى، وبخاصة على إخواننا السلفيين، لا مجال لذكرها أو الإشارة إليها في هذه المقدمة؛ فإنها حديثية محضة، ولعله يُتاح لنا ذلك في فرصة أخرى إن شاء الله. وجملة القول: إنني أطلت الكلام في الشيخ الصابوني بصورة خاصة من بين المخالفين من المعاصرين، لأنه يصلح مثالاً لجمهورهم الذين لا يحسنون من هذا العلم حتى ولا مجرد النقل، وزاد عليهم في كثرة أوهامه وأكاذيبه، فلا يقام لأمثاله وزن في هذا العلم الشريف.”

كل هذا في مقدمة الصحيحة في المجلد الرابع منه.

وللشيخ الألباني رد على الصابوني، فيما ذكره الشيباني في تعداد مؤلفات الألباني، لكن أظنه لم يُطبع.

ولم يتفرد الألباني في نقد الصابوني التحذير من كتبه، فقد رد عليه عدد من العلماء، منهم:

الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.

والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بعنوان ” تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ محمد على الصابوني”، كما في مجموع فتاوى ابن باز (3/ 51). وجدير بمن رام الوقوف على مخالفاته النظر في هذا الرد، وأنصح كل طالب علم سلفي أن يقرأ هذا الرد لما فيه من عظيم الفوائد المتعلقة بالعقيدة والتأصيل السلفي فيها والجواب عن كثير من الشبه التي يلقيها الأشاعرة والماتوريدية.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.