نصيحة قيمة من الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه

عن أبي قلابة، أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم؛ وعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، والتعمق، والتنطع، وعليكم بالعتيق»

أثر موقوف. رواه عبد الرزاق عن معمر كما في المصنف رقم (20465)، ورواه الدارمي (145) وابن بطة في الإبانة الكبرى (1/ 332) وغيرهم. وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري، تابعي أردك عددا من الصحابة رضي الله عنهم، لكن لم يدرك ابن مسعود رضي الله عنه الذي توفي سنة 33 للهجرة، لكن للأثر شواهد يتقوى بها إن شاء الله.

أهل الأهواء قديما وحديثا، يوهمون الناس أنهم من دعاة القرآن، ليغتر بهم من يغتر ويلحق بهم من في قلبه مرض، وهذا كما قال ﷺ عن الخوارج: ..يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام.. رواه أحمد ومسلم (1066) وأبو داود. ولما كان أكثر أتباعهم ومن يغتر بهم يغلب عليهم الجهل، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (وعليكم بالعلم..) حتى لا يدخل عليك الداخل بالبدعة لأنك جاهل لا تعلم أن ما يدعونك إليه -وإن كان آية من كتاب الله- مخالف للمشروع، لأنه يأخذ بالمتشابه ويترك المحكم، لكنك لما جهلت المحكم لعب بك وبدينك. ولهذا لما أمرك ابن مسعود بالتعلم حذّرك عن البدعة فقال (وإياكم والتبدع..)، وهو الزيادة في التعبد المشروع، ومن أسبابها: التعمق والتنظع في العبادات، ولهذا حذرك عنهما، وليبين لك سبيل السلامة من هذه البدع حثك ابن مسعود على (العلم العتيق) أي العتيق الذي كان عليه أصحاب النبي ﷺ. وقد أخذ أبو قلابة وصية ابن مسعود هذه ونقلها لمن بعده كما قال: لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تحادثوهم، فإني لا آمن أن يغمروكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون. نقله الذهبي في السير (4/ 472).

والخلاصة:

  • إياك أن تغتر بكل من استشهد بآيات القرآن، وإنما يجب النظر في اتباعه للسنة والسلف الصالح؟
  • يجب أن تتعلم من عقيدة أهل السنة والجماعة ما يعصمك من الوقوع في شباك أهل البدع.
  • يجب ألا تتعبد لله تعالى بعبادة لم تشرع على لسان رسوله ﷺ ولا سبقك بها السلف.
  • يجب أن تعرف أن التعمق والتنظع هو مجاوزة الحد المشروع في تعبدك وتعلمك، فإياك وهذا الطريق.
  • يجب أن يرتبط تعبدك وتعلمك بما كان عليه الصحابة فلا تتجاوز هديهم فهم كانوا على السمت الأول العتيق.