نعم هناك عقيدة صحيحة وعقائد باطلة! فيجب على الناصح لنفسه معرفة ما يجب عليه، ثم من ثمرات صحة العقيدة ومقتضياتها: ما يحصل في القلب من الفرقان بين الحق الباطل والمحق والمبطل؛ فيكون الحب والبغض والولاء والبراء تابعا لها.
والعقيدة الصحيحة واحدة، ليس في الإسلام عقائد متعددة كثيرة، كل منها على خير، بل الخير في واحدة، وواحدة فقط، وهي عقيدة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة.
ليس هذا إقصاء ولا تحجير، كما يقولون فينا وعنا، وإنما هذا ما أخبر به الكتاب والسنة، كما قال تعالى {اهدنا الصراط المستقيم} لم يجعل الصراطَ متعدداً، بل جعله واحداً، وهذا كما قال تعالى {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله} وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم -في تفسير هذه الآية من حديث ابن مسعود رضي الله عنه- أن سبيل الله واحد وأما سبل الشيطان التي تدعو إليها فكثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ملها في النار إلا واحدة .. وهي الجماعة، وهي ما أنا عليه وأصحابي، وقال في حديث العرباض رضي الله عنه، فمن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور.
فأهل السنة أهل الحق، وأولى بالحق، وأرحم بالخلق، بنوا دينهم على قال الله قال الرسول قال الصحابة، ولهذا فدينهم معصوم، وإن كانوا غير معصومين أفرادا، فيمكن أن يقع من أحدهم الخطأ بدرجاته، لكن الدين الذي يدينون به، الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة، سواء كانت متواترة أو أحادا، والإجماع، ولا يخرجون عن أقوال الصحابة، ويجتهدون فيما يسوغ لهم الاجتهاد فيه مقدمين أقرب ما يجدون إلى تلك الأصول الثلاثة، وإن خالفهم من في الأرض كلهم جميعا!
يبين هذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المنصورة:
“ثم من طريقة أهل السنة والجماعة: اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.”
ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،
ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس،
ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد:
وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة.
وسموا أهل الجماعة: لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة؛ وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين؛
و”الإجماع” هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين.
وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين؛
والإجماع الذي ينضبط: هو ما كان عليه السلف الصالح؛ إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة.” [العقيدة الواسطية، مجموع الفتاوى (3/ 157)]
فيجب أن يكون دينك وما يُبنى عليه أمراً واضحأً، لا تتخبط فيه، فتتقلب من منهج إلى منهج ومن حزب إلى حزب، ومذهب إلى مذهب، وشيخ إلى شيخ!!